معمارية المعلومات المركزية في الحكومة

مع تطور مفاهيم تكنولوجيا المعلومات كان لا بد للحكومة ان تتطور وتنتقل بمعمارية أنظمتها ومعلوماتها من مفهوم التطبيقات المشتتة التي تدعم وحدات العمل المختلفة بطريقة مستقلة  إلى مفهوم الخدمات المعلوماتية التي تخدم الحكومة كلها على أنها كيان واحد، حيث يبدأ التركيز على منهجيات بناء الخدمات الالكترونية وتركيبها ضمن مجموعات مختلفة تعالج كل مجموعة منها متطلبات إجراء الأعمال في بيئة إلكترونية آمنة وتتكامل مع بعضها البعض معلوماتيا وتتشارك في ما بينها بالخدمات المختلفة، ومن المجموعات الخدمية الالكترونية:

egovarch

   1. مجموعة خدمات البنية التحتية الالكترونية: وهي خدمات تتشارك فيها كل التطبيقات المعلوماتية وتغطي خدمة التشفير، خدمة الجواز الالكتروني، خدمة اقتفاء الأثر الالكترونية، وغيرها.

   2. مجموعة خدمات قواعد البيانات:  مع تعدد أدوار الوزارات والادارات العامة من الممكن أن نجد العديد من قواعد البيانات لمواضيع مختلفة وعلى الأغلب سوف يوجد تصوير معلوماتي لكائن معلوماتي معين بطريقة مختلفة من وحدة إدارية إلى أخرى، ولذلك تؤمن طبقة خدمات قواعد البيانات صورة موحّدة عن “كائن معلوماتي افتراضي” يتم فيه دمج المعلومات من عدة مصادر لقواعد البيانات.

   3. مجموعة خدمات الوسيط الالكتروني: تستخدم الحكومة خدمات الوسيط الالكتروني من أجل تبادل المعلومات والبيانات بين وحداتها الادارية المختلفة وعبر مناطق جغرافية متعددة، وتشمل خدمات الوسيط الالكتروني خدمة استقبال الرسائل الالكترونية الواردة، خدمة تشفير وفك تشفير الرسائل الواردة والصادرة، خدمة التكامل والتوافقية بين التطبيقات المختلفة، خدمة التأكد من بلوغ الرسائل الالكترونية جهتها المقصودة.

هذا التقسيم الخدماتي الالكتروني يساعد الحكومة على بناء أنظمة معلوماتية بطريقة سريعة وقليلة الكلفة حيث من الممكن لأي تطبيق أو نظام جديد أن يستخدم تلك الخدمات بطريقة التركيب والتراكب مع إضافة خصوصية العمل للنظام الجديد. وعلى صعيد آخر، تستفيد الحكومة من معمارية الخدمات الالكترونية خلال عملية صيانة ومراجعة تلك الخدمات وعلى سبيل المثال سوف يكفي تحديث وتعديل شروط وأساليب العمل في خدمة الجواز الالكتروني في مكان واحد من أجل أن تستفيد منه كل التطبيقات المعلوماتية.

معمارية المعلومات المركزية

 

تغطي معمارية المعلومات المركزية في الحكومة جميع مكونات الأنظمة المعلوماتية والمعرفية التي تملكها، وكما ذكرنا سابقاً يجب اولآ أن تنتقل الحكومة على المستوى المعلوماتي من مفهوم الأنظمة المستقلة والمعزولة إلى مفهوم خدمات الوب الالكترونية، وبالتالي يمكن القول عن أنظمة الحكومة الالكترونية المختلفة بأنها نظام واحد كبير يتألف من طبقات الخدمات المعلوماتية المختلفة تبدأ بطبقة التواصل التقني مع مصادر المعلومات ويرتقي صعوداً نحو بوابات المعلومات التي تمثل التواصل البشري مع المعرفة ويحتوي على طبقات معالجة المعلومات فيما بين تلك الطبقتين. وتستطيع الوحدات الإدارية المختلفة بناء أنظمة تتكامل مع معمارية المعلومات المركزية بسهولة نظراً للمقاييس الموحدة التي تعتمدها الحكومة لجهة واجهات التطبيق المعلوماتية ونسق البيانات المنقولة ومقاييس التشفير وعلى سبيل المثال تستطيع أجهزة الإعلام الحصول على معلومات عن وزارة الصحة مباشرة من مصادرها عبر إجراء اتصال إلكتروني داخلي بين تطبيقات الإعلام والصحة.