انترنت الاشياء في القطاع الصناعي

عرف انترنت الاشياء باحداث تغيير جوهري في طريقة تفاعل الافراد مع محيطهم. و مع تزايد عدد الكائنات التي يتم التحكم بها الكترونيا, اصبحت عملية اتخاذ القرار اكثر اعتمادا على البيانات, مما يسمح بتحسين اداء الانظمة و العمليات و توفير الوقت للاشخاص و الشركات على حد سواء و يساهم, بشكل عام, في تحسين نوعية و نمط الحياة.
غالبا ما يركز انترنت الاشياء على المستهلك, الا ان هناك انترنت الاشياء من نوع اخر قد لا يكون المستهلكون على علم به, و هو ما يطلق عليه اسم “الانترنت الصناعي للاشياء”, و هي سوق فرعية لانترنت الاشياء, و لها تاثير قوي و كبير على الشركات و الطريقة التي تعمل بها مجموعة واسعة من قطاعات الاعمال, فهي تمكنهم من جعل العمليات اكثر كفاءة, اعادة تخصيص الموارد, او من تطوير نماذج اعمال جديدة بالكامل, و بالتالي يمكنهم من تحويل, ليس فقط, الشركات او الاعمال الفردية بل حتى الصناعات باكملها. فوفقا لتقرير معهد ” ماكينزي” العالمي, فان الانترنت الصناعي للاشياء لديه القدرة على فتح 6.2 تريليون دولار في التاثير الاقتصادي بحلول عام 2025. لكن طبعا هذا لا يعني ان الانترنت الصناعي للاشياء لا يؤثر بالفعل على حياتنا اليومية بطرق عديدة و مختلفة.

Webp.net-resizeimage (14)

اما بالنسبة للشركات, ولكي تتمكن من الاستفادة من الامكانات الكاملة للانترنت الصناعي للاشياء فهي بحاجة, وفقا ل “اكسنتشر”, الى الاستفادة من ثلاث قدرات تكنولوجية: الحوسبة التي تعتمد على المستشعرات, تحليلات البيانات الضخمة الصناعية, و تطبيقات الالة الذكية, و ذلك من اجل التقاط, تحليل و تطبيق المعلومات التي تولدها الملايين من “الاشياء الصناعية”.
فقط من خلال نشر هذه الامكانيات, يمكن للشركات ان تستثمر بالكامل البيانات التي لم تكن متوفرة من قبل و التي لا يمكن الوصول اليها من قبل المؤسسات او الالات المولدة للبيانات.
يتطلب الانترنت الصناعي للاشياء -مثل انترنت الاشياء- اتصالا مباشرا و امنا بين مصادر البيانات و المؤسسات, مقدمي الخدمات السحابية, و مقدمي الخدمات. كما ان القرب من الانظمة و الاشخاص الذين يحتاجون الى المعلومات المنتجة, ضروريا ايضا للحصول على اتصال عالي الاداء.
بعبارة اخرى اصبح الترابط الداخلي هو الكلمة الاساسية للمصنعين في عصرنا الرقمي, و الذي اطلق عليه العديد من الخبراء “الثورة الصناعية الرابعة”.
وفقا لمؤشر الترابط العالمي, و هو دراسة سوقية نشرتها شركة “اكوينيكس”, فان الشركات المصنعة تستثمر بشكل متزايد في الترابط الخاص بين الاطراف المتقابلة لانشاء الجيل القادم, سلسة التوريد العالمية للتصنيع. ووفقا للمؤشر, من المتوقع ان ينمو استهلاك قطاع الاتصالات من سعة عرض النطاق الترددي بنسبة 54% سنويا ال 540 تيرابت من سعة عرض النطاق الترددي بحلول عام 2020. وفي ذلك الوقت, يمكن ان يمثل هذا النمو 11% من اجمالي مزيج الاستهلاك العالمي من سعة عرض النطاق الترددي المثبتة في جميع الاسواق الراسمالية, و التي من المتوقع ان يصل مجموعها الى 5000 تيرابت.
لتحقيق النجاح في الاستفادة من التقنيات الرقمية, الى جانب البيانات الاخرى و التحليلات و منصات السحابة, تحتاج الشركات الصناعية الى اطار ربط شبكي متكامل على مستوى العالم للتعاون عليه و الابتكار.