من الواضح أن النظام الإجتماعي لفئات الشباب والمراهقين قد شهد تحولاً يستدعي مراقبته عن كثب حيث بدأت تتشكل أنظمة إجتماعية حديثة تعتمد على الصداقات الإفتراضية والمجموعات التي يتم تركيبها من تلك الصداقات بالإضافة إلى أنماط جديدة في التواصل يتم التعبير عنها بالتعليقات والتدوين السريع ومشاركة الصور ومقاطع الفيديو والأعمال الغرافيكية التي تعكس الوضع السياسي أو الأمني أو الإقتصادي مسحوباً على كل مجالات الحياة.
ومن أجل ان تكون إجتماعياً في الحياة الإفتراضية أصبح عليك أن تكون منعزلاً في الحياة الواقعية مما يعني أن الأفكار الفردية والمعتقدات الشخصية والرأي العام في المجتمع قد أصبحوا جميعاً يتأثرون بطريقة أو بأخرى بما يحدث في الشبكات الإلكترونية الإجتماعية والتي برعت في طريقة تقديم الأصدقاء الجدد عبر خوارزميات معقّدة تدرس الإهتمامات الفردية وعلاقات المستخدم وشبكة مجموعاته والتعليقات التي يقوم بنشرها من أجل دفع المستخدم لتوسيع دائرة علاقاته وأصدقائه الإفتراضيين وبالتالي يستمر “النموذج” الإجتماعي الجديد بالحياة عبر ضخ دماء جديدة فيه بطريقة سهلة.
إن الحكومة مهما كان شكلها أو مكانها أو بلدها عليها أن تتماشى مع النظام الإجتماعي الجديد إذا كانت جدية في عملية الحكم وتطوير الدولة والبقاء على قرب من مصدر التشريع الأساسي ألا وهو المواطن. إنه النظام العالمي الإجتماعي الجديد وعلى الحكومة ان تختار إما ان تكون على الهامش وتابعة دائماً أو تكون في قلب ذلك النظام تؤثر فيه وتتطور به وتحافظ على وجودها في العالم الإفتراضي كما في العالم الواقعي.